يعدُّ التّدقيق اللّغوي آخر الأمور التي يقومُ بها المختصُّ بعد انتهاء الباحث من بحثه؛ حيثُ يصوّب الأخطاء الإملائية والنّحوية واللّغوية الموجودة في البحث؛ حتى يعكسَ الصورة المتميزة للبحث المُراد مناقشته ومن ثمّ نشره، فجهود الباحث تبدو ناقصة حينما يمتلأُ البحث بالأخطاء اللّغوية، والتي تشوّهُ شكله، بل –أحيانًا- وجوهره، لذلك سأتطرقُ في هذه المقالة للصفات التي تميز المدقق اللغوي، والنّصائح التي عليه القيام بها؛ كي يُتمَّ عمله على أكمل وجه، بالإضافة لفوائد هذا التّدقيق.
أولًا- صفات المُدقّق اللُّغوي:
1. أن يكونَ ملمًا باللّغة العربيّة وقواعدها سواء الإملائية أم النّحوية أم الصّرفية أم اللّغوية، بالإضافة لمعرفته للأخطاء اللُّغويّة الشّائعة.
2. أن يكون صبورًا وهادئًا؛ بحيث يمتلكُ روح الصّبر في مراجعة كل البحث كلمة كلمةً.
3. أن يكونَ ملمًا بأغلب المجالات العلمية والمعرفية؛ كي يُدقق بصورةٍ دقيقةٍ؛ بحيث لا يُغيّرُ كلمة فيُصبح معناها مغايرًا.
4. أخذ استراحة بين الفينةِ والأخرى؛ لأنَّ التدقيق لفترةٍ طويلة يجعل المُدقق يشعر بالملل، بالإضافة لعدمِ القدرة التّركيز عند العمل لوقتٍ طويلٍ.
5. الاستفادة من الأخطاء التي قد يقعُ فيها أثناء التّدقيق خاصةً في بداية عمله.
6. معرفة الأسماء الخاصة بمجال بحثه، مثل: أسماء العلماء التربويين في أبحاث التّربية، وأسماء القادة السياسيين في أبحاث السياسة؛ مما يساعدُ المُدقق في تجنّب كتابة الأسماء بشكلٍ خاطئ.
7. قراءة النّص أكثر من مرّة قبل تدقيقه؛ كي يفهمه جيدًا، ويصوّب الكلمات بدقةٍ شديدةٍ
8. التدقيق وفق القواعد اللُّغويّة المعروفة، وليس حسب القواعد الشاذة.
9. التّخصص في مجالٍ واحدٍ دونَ غيره؛ كي يتقنه ويكون ملمًا بكل ما يتعلقُ به، فلا يستطيع المدقق أن ينجح في مجالاتٍ عدة، بل في مجال واحد أو اثنين.
10. عدم تغيير الكلمات قدر الإمكان، حتى لا يصبح عمله تحريرًا للبحث العلمي، خاصة في الروايات، والتي –غالبًا- ما يقصدُ الباحث بكلماته أمرًا معينًا.
11. التمتع بسرعة البديهة، وقوّة الملاحظة.
12. التّدقيق في مكانٍ هادئ؛ بحيثُ يستطيع التّركيز أثناء عمله.
ثانيًا- فوائد التّدقيق اللّغوي:
1. يجعل البحث العلمي أو الرّواية أو أي عملٍ آخر عملًا مميزًا ومتقنًا؛ مما يعكسُ صورة مميزة عن الباحث –خاصةً- عندما يُقرأ العمل للمرة الأولى.
2. عدم وقوع الباحث في الإحراج أمام القراء عامةً، والمناقشين خاصةً.
3. عدم الحاجة لمراجعة العمل مرة أخرى لغويًا بعد الانتهاء منه.
4. توفيرُ فرص عملٍ لمحبي اللغة العربيّة، وذوي الخبرة في هذا المجال.
5. تطويرُ قدرة الباحث اللّغوية والمهنية والمعرفية باستمرار؛ لحاجته المستمرة للاطلاع على كل ما هو جديد في المجال الذي يُدقق فيه، بالإضافة للغته العربية وقواعدها.
ثالثًا- نصائح للمُدقق اللّغوي:
1. عدم تدقيق أكثر من عملٍ في وقتٍ واحدٍ؛ حتى يستطيع المُدقق تدقيق العمل بدقةٍ كبيرةٍ، ولا يتشتت بين عملين.
2. استخدام المُصحح والمدقق اللغوي الآلي في المايكروسوفت؛ لأنه ينبّه الباحث –أحيانًا- إلى بعض الأخطاء.
3. قراءة النّص قراءة جهريّة أثناء التّدقيق؛ كي يتمكن من اكتشاف بعض الأخطاء التي قد لا ينتبهُ إليها.
4. مراجعة العمل المُدقق أكثر من مرّة؛ ليتأكد من خلوه من جميع الأخطاء اللّغوية والإملائية والنّحوية والإملائية.
5. قراءة الأبحاث العلميّة المحكمة، والكتب المختلفة؛ لمراجعة التّدقيق –عمليًا- خاصة مواضع علامات التّرقيم.