البحث العلمي.. أهدافه ،خصائصه وأنواعه

منذ أن وجد الإنسان في بيئة يكثر فيها الغموض وتكثر فيها التساؤلات، بدأ في البحث عن تفسير هذا الغموض الذي يحيط به وتوصل إلى الكثير من هذه التفسيرات والحقائق التي  جعلته يتحكم في الطبيعة، ولما زادت معارفه عنها زادت قدرته على فهم الظواهر الطبيعية التي تحيط به وبالتالي استطاع ضبطها والتحكم بها، فالعلم هو المعرفة والإدراك الذي ينشأ نتيجة الدراسات والتجارب.
بالنسبة للبحث فقد ظهرت له تعريفات لا حصر لها معظمها يدور حول فكرة واحدة تؤكد (أنه وسيلة للاستقصاء الدقيق والمنظم، يقوم بها الباحث لاكتساب الحقائق تسهم في حل المشكلات).
البحث العلمي
وعلى الرغم من تعدد التعريفات للبحث العلمي، وعدم اتفاق الباحثين على تعريف واحد بسبب تعدد أساليب البحث العلمي فإنها جميعا تشترك في هذه النقاط:
  • أنه محاول منظمة تتبع أسلوبا أو منهجا معينا ولا تعتمد على الطرق غير العلمية.
  • يهدف إلي زيادة الحقائق والمعلومات التي يعرفها الإنسان ليتكيف أكثر مع بيئته ويستطيع السيطرة عليها .
  • يشمل جميع ميادين الحياة وجميع مشكلاتها ويستخدم في جميع المجالات علي حد سواء.

أهداف البحث العلمي

 

يكون الدافع لإجراء البحوث والدراسات واحدا او أكثر من التالية:
  • الرغبة في خدمة المجتمع.
  • الرغبة في التعرف على الجديد واكتشاف المجهول.
  • الرغبة في مواجهة التحدي لحل المسائل غير المحلولة.
  • الرغبة في الحصول على درجة علمية .
  • الشك في نتائج بحوث ودراسات سابقة.

خصائص البحث العلمي

يتصف البحث العلمي بمجموعة مترابطة من الخصائص الأساسية التي لابد من توافرها لتحقيق أهدافه وهي على النحو التالي:
  • لابد أن يسير البحث وفق طريقة علمية منظمة تعتمد على قواعد منهجية .
  • يتعامل الباحث مع المشكلة الاساسية من خلال مشكلات فرعية .
  • يحدد اتجاه البحث بفرضيات مبنية على افتراضات أو مسلمات بحثية واضحة قياسا على افتراضات العلم الاساسية.
  • يتعامل الباحث مع الحقائق ومعانيها، وتفسيراتها، ويلعب الباحث دور المكتشف للعلاقات بين المتغيرات.
  • البحث صفة دورية؛ بمعنى أن الوصول إلي حل لمشكلة البحث، قد يكون بداية لظهور مشكلات بحثية جديدة وهكذا.
  • يتطلب البحث العلمي الدقيق صفات في الباحث نفسه أهمها (الصبر- حب الاستطلاع الموضوعية والامانة والبعد عن الذاتية) .
–  يمكن تصنيف البحوث وفقا ً للعديد من الأسس، ومن أهم الأسس التي يمكن استخدامها لتصنيف البحوث هو تصنيفها طبقا ً للغرض أو الهدف من البحث أو تصنيفها طبقا لنوع المنهج المستخدم في البحث.

 

 أنواع البحوث

1- أنواع البحوث طبقا ً للغرض

 

تصنف البحوث طبقا للغرض أو الهدف من البحث، يتأسس على الدرجة التي يمكن بها تطبيق النتائج، والدرجة التي يمكن بها تعميم النتائج على المواقف مجال البحث، وفي ضوء ذلك يمكن تصنيف البحوث تبعا ً للغرض أو الهدف إلى :
– البحث الأساسي    – البحث التطبيقي      – البحث الموقفي أو العملي

1-البحث النظري (الأساسي) :

البحث الأساسي يسعى للإجابة عن سؤال كيف تعمل الأشياء، أي الهدف النهائي من البحث الأساسي يكمن في محاولة الكشف عن الحقائق والمبادئ والنظريات والقوانين العلمية الجديدة التي يمكن أن تسهم في نمو المعرفة البشرية في مجال معين.

 

2-البحث التطبيقي :

يهدف البحث التطبيقي إلى محاولة تحديد العلاقات يبن الظواهر المرتبطة بمجال معين ، ومحاولة اختبار النظريات والفروض لبيان مدى فاعليتها في التطبيق …وهناك علاقة واضحة بين البحث التطبيقي والبحث الأساسي، فبينما يسعى البحث الأساسي إلى محاولة الاجابة على: كيف تعمل الأشياء ؟ فإن البحث التطبيقي يحاول معرفة ماذا يحدث في الممارسة العملية ؟ فالبحث الأساسي يسهم في تقدم التنظير الذي تتأسس عليه عملية التطبيق العملي لحل المشكلات، كما أن البحث التطبيقي يقوم بمهمة تقديم بيانات لتدعيم التنظير أو مراجعة النظريات للتوصل إلى نظريات جديدة.

3-البحث العملي :

يعتبر منهج البحث العملي  واحد من أوسع مناهج البحث انتشارا في مجال العلوم الاجتماعية عامة و المجال التربوي على وجه الخصوص، و يتكون البحث العملي من مقطعين يمثل أحدهما الجانب العلمي ويمثل الثاني الجانب العملي أو الواقعي أو الأدائي وكأن المنهج يسعى للمواءمة بين العلم والتطبيق، بين التفكير والممارسة.

 

2- أنواع البحوث طبقا ً للمنهج والأساليب المستخدمة

 

تقسم البحوث حسب مناهج وأساليب البحث المستخدمة إلي :

1-البحوث التاريخية :

يتضمن البحث التاريخي دراسة وفهم وتفسير الأحداث الماضية، وغرض البحث التاريخي هو محاولة التوصل إلى الاستخلاصات تتعلق بمسببات واتجاهات الأحداث الماضية التي يمكن أن ت
الأحداث الحالية وبالتالي توقع الأحداث المستقبلية .
والبحوث التاريخية لا تعتمد على جمع البيانات عن طريق إجراء الاختبارات أو قياسات على الافراد، بل إنها تحاول أن تبحث عن البيانات الموجودة من قبلْ، ومصادر هذه البيانات قد تكون مصادر أولية أو ثانوية.

2-البحوث الوصفية :

تعالج البحوث الوصفية، موضوعا أو ظاهرة معينة عن طريق وصف العلاقات الموجودة بين متغير وآخر أو بين مجموعة من المتغيرات، وتركز الدراسات الوصفية على فهم ودراسة حالة تتمثل في الفرد و العائلة أو المؤسسة الاقتصادية أو التربوية. كما تعالج الدراسات الوصفية أكثر من حالة كمجموعة من الأفراد أو مجموعة الوحدات التنظيمية …

3-البحوث التجريبية :

كانت العلوم النفسية والتربوية في الماضي القريب، من العلوم النظرية المحضة التي كانت تعتمد
على التخمين والحدس والتفكير المبني على القواعد المنطق والفلسفة. ولعل ما عرفته هذه العلوم من نقلة في العلوم علمية بارزة يرجع أساسا إلى ما جاء به المنهج التجريبي والذي كان مجهوده قد عرف انتعاشا في العلوم الطبيعية والدقيقة الأخرى. فالبحوث التجريبية تقوم على التجريب، بمعنى تصميم تجربة أو تجارب يتحكم الباحث فيها، أي في متغيراتها ويتعامل مع أنواعها وفق فرضياتها.
ويبرز نوعان من التجارب؛ التجارب المخبرية والتجارب الحقلية، فالأولى تجرى في ظروف يكون
فيها التحكم في المتغيرات بطريقة تامة والمانية تجرى في بيئة الطبيعة وهي شبه مخبرية.
وهناك من يرى أن ” التجريب هو أفضل طرق البحث ذلك أنه يتسم بالموضوعية، كما أن
الباحث عند استخدامه لهذا المنهج يستطيع أن يتحكم في العوامل المختلفة التي تؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة”.
3830cookie-checkالبحث العلمي.. أهدافه ،خصائصه وأنواعه
البحث العلمي
Comments (0)
Add Comment