من الأمور المعقدة عند الباحثين الجدد في الأبحاث العلمية هي كتابة خاتمة بحث علمي؛ حيث يجب أن تكون المرحلة الختامية واضحة، وتلخص ما قدمه الطالب في بحثه بشكل دقيق وواضح ومركز؛ حيث يقوم بعض الباحثين بوضع خاتمة لها تأثير كبير على القارئ وفي هذه المقالة، سنتعرف على أهمية كتابة خاتمة بحث علمي فعالة، وكيفية كتابتها، إضافة إلى بعض النصائح والأمثلة لمساعدة الباحثين الجدد في كتابة خاتمة بحثية مميزة.
ما هي خاتمة البحث العلمي؟
خاتمة البحث العلمي هي الجزء الأخير الذي يُختم البحث العلمي، والتي تهدف الخاتمة إلى مساعدة القارئ على فهم سبب أهمية البحث حيث أن خاتمة البحث العلمي ليست مجرد ملخص للموضوعات الرئيسية التي تم تناولها في الدراسة، ولكنها تجميع للنقاط الرئيسية، وفيها يقترح الباحث مجالات جديدة للبحث في المستقبل، وتكون الخاتمة عبارة عن فقرة واحدة أو فقرتان مطورتان جيدًا، إلا أنه في بعض الاستثناءات، قد تكون الحاجة إلى ثلاث فقرات أو أكثر حسب عدد صفحات البحث.
لماذا من المهم كتابة خاتمة بحث علمي؟
تبرز أهمية خاتمة البحث العلمي في تشويق القراء، والتأثير عليهم بنتائجها، وتساهمُ في تركيز انتباه القارئ على أهم النقاط والأدلة التي تدعم فرضيات الباحث أو موقفه الذي قدمه في دراسته ويمكن أن تكون خاتمة البحث كذلك بمثابة أساس لاستمرار البحث، وخلق أفكار جديدة لحل مشكلة تم إبرازها في الدراسة أو تقديم مناهج جديدة لموضوع ما، كما أن الخاتمة هي فرصة حقيقية لبيان أهمية أفكار الباحث.
أنواع خاتمة البحث العلمي
يمكن للباحث اختيار خاتمة بحث علمي تبعًا لأنواع محددة وهي:
-
الخاتمة المختصرة
إنَّ الخاتمة المختصرة هي ملخص واضح للنقاط الرئيسية للموضوع، وهو الشكل الأكثر انتشارًا لخاتمة البحث العلمي، على الرغم من أن بعض الأوراق البحثية قد تتطلب أسلوبًا مختلفًا في كتابة الخاتمة، وفي الغالب يتم استخدام هذا النوع في الأبحاث الجدلية والفلسفية.
-
الخاتمة المتوسعة
يوجد في الخاتمة المتوسعة أفكارٌ لم يتم بيانها بصورةٍ مباشرة في مقدمة الدراسة، ومن هنا تكون الخاتمة المتوسعة فعالة جدا لأنها تقدم أفكارا حديثة مبنية على الموضوع الذي تم تقديمه في الدراسة ومن ميزات الخاتمة المتوسعة أنها تحمل القراء على التفكير في مناحي جديدة حول موضوع البحث، وبالتالي فهي خاتمة فعالة في حال اقتراح دراسات مستقبلية.
-
الخاتمة التحريرية
يقدم الباحث في الخاتمة التحريرية الأفكار الختامية أو التعليق الخاص بأسلوبه الحر حيث يقوم الباحث بربط أفكاره بالدراسة التي أجراها، مما يمكنه من تحديد ما يشعر به اتجاه النتائج أو الموضوع ويمكن أن تعمل الخاتمة التحريرية بشكل محكم في البحث القائمة على المنهج الإنساني أو المنهج الفلسفي.
خطوات كتابة خاتمة بحث علمي فعالة
أولا: قواعد رئيسة لصياغة خاتمة بحث علمي جيدة
تتجلى مهمة تدوين خاتمة البحث العلمي في إعادة صياغة الحجة الرئيسية للدراسة حيث أن الغرض من تدوين الخاتمة هو تذكير القارئ بنقاط القوة لفرضيات الدراسة الرئيسية والحجج التي تدعم تلك الفرضيات حيث يمكن للباحث صياغة خاتمة بحث فعالة عبر تبيان سياق الدراسة ونتائجها، ومتابعة مشكلة البحث التي تم التحقيق فيها ولكن باختصار.
عند كتابة الخاتمة يجب اتباع القواعد العامة التالية:
-
ذكر الاستنتاجات بلغة واضحة وبسيطة مع إعادة تحديد الغرض من الدراسة ثم ذكر الاختلافات البارزة في نتائج البحث وعمل مقارنة مع نتائج الدراسات الأخرى.
-
تحديد فرص البحث المستقبلي حيث إن تسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث يوفر للقارئ دليلًا على أن للباحث وعيا عميقا بمشكلة البحث.
تساعد النقاط التالية في ضمان تقديم خاتمة بحث علمي جيدة:
-
إذا كانت الحجة أو الغرض من الموضوع معقد، فقد تحتاج إلى استخدام الخاتمة المختصرة.
-
إذا لم يتم توضيح أهمية النتائج التي تم التوصل إليها في البحث أو في حالة ما إذا أجرى الطالب دراسة استقرائية، فيجب وضع الخاتمة بغرض مناقشة أهمية النتائج.
-
الانتقال من المستوى التفصيلي إلى المستوى العام، بمعنى أنه يجب كتابة الأجزاء الأخيرة من الخاتمة بنفس الأسلوب العام الذي استخدمه الباحث لكتابة مقدمة الدراسة.
ملاحظات:
توفر الخاتمة كذلك حيزًا للباحث وذلك لإعادة صياغة المشكلة البحثية بشكل مقنع وموجز، حيث أن القارئ الآن قد تم تزويده بجميع المعلومات حول الموضوع، إذن يمكنه مشاركة أفكاره المتعلقة بمشكلة البحث بصفته أصبح يمتلك كافة المعلومات حول مشكل الدراسة.
إذا طلب من الباحث التفكير بعمق حول الموضوعات التي شملتها الدراسة، فلا يجب عليه الخوض في تكهنات خاملة غير مثبتة والتفكير بعمق هنا يعني النظر في داخله كباحث لمحاولة استيعاب قضية ما بطريقة موسعة، وليس لتخمين النتائج المحتملة التي لا تدعمها الأدلة.
ثانيا: تطوير خاتمة بحث علمي مقنعة
يجب أن تكون خاتمة البحث العلمي الفعال واضحة ومختصرة، لكن هذا لا يعني أن المؤلف يستخدم الأسلوب السلبي للمدونة، بل يعني أن الخاتمة تحتاج إلى منهج مرن، والالتزام بالكتابة الأكاديمية، وهي كالآتي:
-
إضافة معلومات جديدة تساهم في تطوير معرفة جديدة.
-
ذكر الاقتباسات أو الآراء ذات الصلة للخبراء المذكورين في البحث السابق لإعطاء نتائج واضحة.
-
تفسير نتائج البحث بطريقة تستدعي اتخاذ إجراء أو تشير إلى أن البحث مطلوب بشكل عاجل.
-
عمل صياغة إحصائية رئيسية بشكل كتابي أو حقيقة أو صورة مرئية للتأكيد على النتيجة النهائية لموضوع الدراسة.
-
إذا كانت معايير المؤسسة البحثية التي ينتمي لها الباحث تشجع على التفكير الشخصي، فيجب توضيح النقطة الختامية بسرد ذي صلة مستمد من تجاربه الحياتية، أي باستخدام الخاتمة التحريرية.
-
الرجوع إلى الحكايات أو الأمثلة أو الاقتباسات التي تظهر في المقدمة، وإضافة المزيد من التفاصيل من نتائج البحث، واستخدام تفسير النتائج لإعادة صياغتها بطرق جديدة أو مهمة.
-
تصحيح المعلومات مباشرة للقراء سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات؛ لأن هذه الطريقة يمكن أن تحتفظ بالنتائج في ذهن القارئ لفترة طويلة.
نصائح لكتابة استنتاجات بحث علمي فريدة
بعض النصائح التي يجب وضعها في الاعتبار عند كتابة خاتمة ورقة بحثية: اجعل ملخص الورقة والنقاط الرئيسية والحقائق واضحًا وموجزًا.
-
قم بتجميع المعلومات عن طريق طرح الأسئلة أو الإجابات أو الاكتشافات أو الاقتراحات أو حل الحجج.
-
تضمين النقاط والحجج الأكثر صلة فقط، والتي تم تقديمها في البحث.
-
تجنب تكرار المعلومات التي تمت مناقشتها بالفعل.