يعدُّ البحث العلمي عملية متراكمة يقوم بها عدد من الباحثين؛ حيث إنَّ كل باحثٍ يساهمُ بطريقةٍ معينة في نشر المعرفة الإنسانية وبنائها، ويقوم بالبناء على ما أنجزه غيره من الباحثين، وبهذا تتطور الأبحاث العلمية وتبني الأمم حضارتها؛ فالباحث لا يبدأ من الصفر؛ بل لابد من البناء على اكتشفه غيره وبحث عنه ودرسه.
لابُد من الاطّلاع على أبحاث الآخرين وأعمالهم؛ كي يكمل الباحث من حيث انتهى، وقد انقسم الباحثون في الاقتباس منها وتضمينها موضوعات البحث إلى فريقين، وهما كالآتي: الأول يعدُّ الاقتباس هو أحد مظاهر الضعف في التأليف، والثاني يرى أنه دليل القراءة والمعرفة الواسعة، أما الرأي الوسط فيرى أنَّ شخصية الكاتب تظهر من خلال آرائه، وأسلوب عرضه؛ فهي تكون واضحة في طريقة نقله، واقتباسه، ودمجها في موضوعات البحث.
إنَّ الاقتباس المعتدل هو الذي يظهر بوضوحٍ من خلاله شخصية الباحث وقدرته على الالتزام بالقواعد العلمية السليمة وهي كالآتي:
- وضع الفقرات المقتبسة النّص بين قوسين كبيرين (..)، أو قوسين صغيرين .”….”
- إذا اقتصر الاقتباس على الفكرة دون النص، أو كان النّص معاد صياغته أو أنه تلخيص لفكرةٍ ما أو اختصار لها أو تعليق عليها؛ فإنه يتم الإشارة إليها في الهامش بكلمة (راجع)، أو (انظر)، ثم يكتب بعده المصدر الذي اقتبس منه.
- ينبغي تمييز آراء الباحث على النصوص المقتبسة والنصوص المقتبسة ذاتها؛ بوضع شرطة قبل الكلمة الأولى، وأخرى في نهاية العبارة، أو وضع خط تحتها؛ لتكون مثابة علامة للقارئ يدرك بها الفرق بين الكاتبين.
- يتم نقل الفقرة المقتبسة كما هي حتى وإن كان فيها أخطاء لغوية؛ بحيث يكتب النص مصححًا بين قوسين مربعين [هكذا]، إشارة إلى أن النص فيه خطأ لغوي دون ذكر الخطأ الأصلي؛ لأنه قد يكون وقع سهوًا.
- التأكد من صحة نقل الفقرة المقتبسة نقلًا صحيحًا كما هي، والتأكد من أن كتابتها من المصدر وكتابتها في البحث.
- عند كتابة اسم المؤلف قبل النص المقتبس فلا ينبغي إعادته في الهامش، أو بين القوسين حسب الطريقة المختصرة، بل يتم كتابته في هامش عنوان الكتاب، وبقية المعلومات.
- يتم كتابة المصادر باسم المؤلف عندما تكون منتجة من المؤسسات العلمية؛ فهي تقوم مقام اسم المؤلف، وتأخذ مكانه في التدوين، ثم لابد من تدوين العنوان للمصدر في الحال.
- الإشارة للمصادر الأصلية عند الاقتباس منها، لا للمصادر الفرعية.
- كتابة المصادر والمراجع من الأقدم للأحدث.
- إذا كتب الكتاب اثنان يحملان اللقب ذاته؛ فإنه يجب أن يتم ذكر اسم كل منهما ولقبه منفردًا، ولا يكتفي بتدوين الاسم الأول لهما، ثم اللقب.
نسبة الاقتباس المسموحة في البحوث العلمية
لقد حددت بعض الجامعات نسبة الاقتباس في البحوث العلمية وهي (15%) كحد أقصى، وقد حددت الجامعات الأخرى نسبة (25%) كحد أقصى.